…وفي خريف عام ١٩٨٦م شرعت في تحصيل ما يعرف بشهادة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، فكان التعليم مثيراً لحفيظة المسلم الواعي وبخاصة في مادة اتجاهات التفسير في العصر الحديث، عندما طالعتنا تعابير حُرِّف الإسلام تحتها منها:
…الاتجاهات المنحرفة في التفسير، التفسيرات المريضة، التفاسير الخاطئة، بدع التفاسير، الاتجاه التغريبي في تفسير كذا، الدخيل في التفسير الفلاني.. الخ، فكانت شوائب لا صلة لها بالإسلام. ومع ذلك عُدَّ أصحابها مؤسسين لنهضة تفسيرية. وقد تهيأ لي أسباب الاطلاع على تفسير المنار لمحمد عبده ومحمد رشيد رضا، وتفسير الجواهر لطنطاوي جوهري، والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة، والتفسير القرآني للقرآن لعبد الكريم محمود الخطيب، وتفسير القرآن الكريم كما أفهمه لعلي نصوح الطاهر، وغيرها فراعني وهالني ما وقفت عليه، ففي العقيدة أظهروا الإيمان بالمحسوس وأوّلوا المغيبات، فقالوا عن الملائكة إنها قوى طبيعية، أو هي نزعات الخير في الإنسان، وقالوا عن الشياطين هي نزعات الشر في الإنسان، وقال بعضهم عن الجنة والنار بأنهما حالتان لا مكانان. وعن البعث بأنه استقلال الأمم والشعوب ونهضتها. وعن شجرة الخلد بأنها شجرة الجنس. وتأولوا معجزات الأنبياء المادية فراراً من الإيمان بالغيب. فقالوا عن عصا سيدنا موسى – عليه السلام – بأنها الحجج والبراهين.. الخ ومدح بعضهم عقيدة المجوس فقال إنها حلّت عقدة إله الخير وإله الشر. وقالوا دون حرج في القرآن أساطير الأولين، وأن القصص قد وردت على زعامات العرب وتخيلات السابقين لا على سبيل الحق والواقع. وجعل بعضهم سبب انحطاط المسلمين هو تمسكهم بالتوحيد والفقه ونصحهم إذا أرادوا الوحدة أن يتخلوا عنهما ويلتفوا حول العلوم التجريبية ليضموا غيرهم إليهم كذلك.


الصفحة التالية
Icon