…وكتب رجائي النقاش رئيس تحرير مجلة الهلال – عدد خاص (القرآن نظرة عصرية جديدة) عدد ديسمبر ١٩٧٠، كتب مقالة بعنوان (حرروا القرآن من هذه القيود). جاء فيها وهو يعد العقبات أمامه "فما زالت المؤسسات الدينية عندنا ترفض إلى أبعد الحدود الاعتراف بوسائل التأثير العصرية مثل السينما والمسرح والموسيقى والرسم والإذاعة والتلفزيون. وإذا نظرنا إلى رجال الدين في الغرب وجدنا أنهم قد توسعوا في الاستفادة من هذه الوسائل إلى أبعد الحدود. فقد امتلأت الكنائس الغربية باللوحات الفنية الرائعة بل إن هناك مدرسة دينية فذة في الفنون التشكيلية وهناك آلاف اللوحات والتماثيل الرائعة في الغرب مستمدة كلها من المسيحية. كما توسعت في استخدام الموسيقى، وبذلك أصبحت الكنيسة مكاناً مشرقاً بجوه الروحي حيث يساعد الفن بوسائله المختلفة على تعميق هذا الجو بصورة رائعة.. أما عندنا فنحن نجد فاصلاً قاسياً بين المسرح والسينما وبين القرآن وقصص القرآن، كما نجد حرباً على أي اقتراب بين القرآن وبين فن الموسيقى أو فن التصوير والرسم. والحقيقة أن مثل هذا الموقف يجب أن يتغير. ومثل هذه القيود يجب أن تزول، ولا بد من عقد اجتماعات واسعة بين رجال الدين ورجال الفن والثقافة حتى يتم الوصول إلى حل لا يتعارض مع المبادئ الدينية بل يخدمها ويساعدها على أن تمد جذورها في أعمق أعماق الضمير. والوجدان(١) وقال: "إننا عندما نحرر القرآن من مثل هذه القيود المحيطة به لا نكون قد أسأنا إلى القرآن بل نكون قد أحسنا إلى أنفسنا وإلى الدين الإسلامي الذي نؤمن به.. إننا يجب أن لا نتردد في تقديم مسرحيات مستمدة من قصص القرآن، وأقلام مستمدة من قصص القرآن وموسيقى ولوحات مستمدة من روح القرآن. يجب أن لا نتردد في شيء من هذا على الإطلاق لأن ذلك يطلق القوى العظيمة الكامنة في القرآن ويملأ بها قلب الإنسان المعاصر وضميره ووجدانه، أما إذا اكتفينا بأن نجعل