…ومن يجل النظر في مقولة الشيخ محمد عبده يجد أنه يعد المخالفات الشرعية إسلاماً، ومنها ما رضخت الدولة العثمانية في نزاعها الأخير من ضغط الأوربيين المستعمرين في إيجاد محاكم مختلطة، ومحاكم أهلية في مصر المستعمرة والتي كانت تحكم بالقانون البلجيكي تحت الاستعمار الأنجلوفرنسي، وكان الشيخ محمد عبده شيخاً كباراً في المحاكم الأهلية، وقد صرح الشيخ محمد عبده بما لا غموض فيه بأن شأن هذه المحاكم وقوانينها معلوم ولا دخل لشيء من ذلك في الدين. أي أن الوحدة الإسلامية عنده في فصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية وهو عين ما يطلبه مسيو هانوتو، وهذه هي دعوة الشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا الدينية التي يدعوان لها، وارجع البصر كرتين في قوله (البلاد الإسلامية الفرنساوية) وهي البلاد التي استعمرها الفرنسيون في الجزائر وتونس ومصر. وهكذا تتضح صورة معنى الوحدة التي يدعو لها الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وهي شوائب محضة لا تمت للإسلام بسبب ولا نسب.


الصفحة التالية
Icon