…ثم رسم الخطوط العريضة لنظام الجامعة الشرقية والطرق العملية لتحقيقها(١) ومما قاله: "إن مهمتنا هي جمع شمل الدول الشرقية في جامعة هدفها أن توفر لها الاستقرار الداخلي والأمن الخارجي، وإن المقارنة مع عصبة الأمم بجنيف تبرز مفهومنا بدقة، كما هو الحال في عصبة الأمم بجنيف فإن هدف هذه الجامعة الشرقية هو تدعيم السلام والتعاون بين الدول الأعضاء وستعمل بنفس الوسائل – التحكيم- المساعدة المشتركة – الضمانات المتبادلة... الخ لكن على عكس عصبة الأمم في جنيف لن تكون جامعة عالمية، بل أضيق نطاقاً ولن تشمل سوى الدول الشرقية المستقلة(٢).
…وقال: "وهنا سؤال ذو أهمية كبرى كيف ستكون العلاقة بين المنظمتين، أي المنظمة العالمية والمنظمة الشرقية؟ إننا لم نتردد في القول بأن علاقة بنوة يجب أن تربط المنظمة الشرقية بالمنظمة العالمية ونفسر ذلك أولاً بأن كل دولة تنضم إلى الجامعة الشرقية يجب أيضاً أن تكون عضواً بالمنظمة العالمية، وعلاوة على ذلك، وإضافة لذلك فإن جامعة الشعوب الشرقية نفسها سوف تمثل بشكل جماعي في المنظمة العالمية"(٣).
…هذا هو مشروع د. السنهوري في وحدة المسلمين في أقطار العالم، وهو مؤسس الثورة الفقهية للإسلام العصري في المناهج الدراسية للقضاة والمحامين ولقانون الأحوال الشخصية، وهو في مجمله لا يخرج عن دائرة ثقافة المدرسة العقلية الحديثة. وينقصه أن يستند إلى الشرع حتى يقدم كمشروع إسلامي وإلا فيبقى في دائرة الشوائب يصول ويجول.

(١) د. السنهوري، عبد الرزاق أحمد، فقه الخلافة لتصبح عصبة أمم شرقية، ص ٣٦٦.
(٢) د. السنهوري، عبد الرزاق أحمد، فقه الخلافة لتصبح عصبة أمم شرقية، ص ٣٦٧.
(٣) د. السنهوري، عبد الرزاق أحمد، فقه الخلافة لتصبح عصبة أمم شرقية، ص ٣٦٨.


الصفحة التالية
Icon