…ومن يجل النظر في موقف الشيخ حسن البنا من وحدة المسلمين في نظام الخلافة يجدها تطبيقاً عملياً لفكر السنهوري، وطنطاوي جوهري، فالخلافة رمز وهدف مثالي يتم شكله في عصبة الأمم الإسلامية، وهو المشروع نفسه الذي دعا إليه كل من الشيخ محمد عبده والشيخ محمد أبو زهرة، ويرى أن الاجتماعات التي تتم في لندن عاصمة الاستعمار من قبل ممثلي الحكومات التي أوجدتها اتفاقية سايكس بيكو في ذلك الوقت ظاهرة طيبة وخطوة واسعة في سبيل الوحدة التي يطمح إليها الشيخ، ومن الجدير بالذكر أن الخطوات التي جعلها تسبق الخطوة المباشرة للخلافة مستحيلة التطبيق فكيف يتم التعاون بين الشعوب، وحكامهم في صراع مستمر!! بل المفروض عليهم منذ اتفاقية سايكس بيكو أن يعمل المسلمون لتلغى هذه الاتفاقية. والخطوة التي تليها وهي تكون عصبة الأمم الإسلامية كذلك مستحيلة فضلاً عن أنها معارضة للشرع للأدلة التي ستكون في نهاية البحث رداً على الفكرة عند الجميع.