…عقب العشماوي على كتاب فقه الخلافة عند السنهوري فقال: "وأول ما يؤخذ على منهج الباحث ذاك، أو خطة الكتاب تلك، أنها تبنى وتدور وتبحث في نظام لم يطبق مدى التاريخ، ولا يطبق في العصر الحالي، ولا يلوح تطبيقه في الأجل القريب (لوقت البحث، ولوقتنا المعاصر) بل إنه طبق خلال مدة محدودة، هي عهد الخلفاء الراشدين (٦٣٢م-٦٦٠م)، فترة ثمانية وعشرين عاماً من تاريخ طوله أربعة عشر قرناً. ويعني ذلك أن البحث، والكتاب والرسالة مجرد دراسة نظرية. أو محض بيان مُتحفي لا صلة له بالواقع الحالي ولا بالظروف المعاصرة إلا أن يكون تأييداً لدعوى الخلافة التي طمع فيها القصر الملكي آنذاك وطمع الأزهر إلى تعضيده في ذلك"(١). وقال: "والخلافة الإسلامية في الأصل نظام مدني، ذلك أنه لا القرآن الكريم ولا السنة النبوية قد أمر بها أو نظمها"(٢). أي أنه يرى أنه لا يوجد للخلافة فقه. وقال: "والخلافة الإسلامية ليست ركناً من الإيمان، ولا حكماً من الشريعة لكنها جزء من تاريخ الإسلام كان من الممكن أن يقع بصورته التي حدثت، أو يقع بصورة أخرى مغايرة، أو لا يقع أبداً إنما يحدث بدلاً منه نظام آخر مختلف تماما"(٣).
(٢) المصدر السابق، ص ٢٣٣.
(٣) المصدر السابق، ص٢٣٥.