…كما أوجه الدعوة لجميع الباحثين في التاريخ الإسلامي، والفكر، والسياسة، واللغة والتفسير، والحديث، والفقه للحذر من مغبة الاعتماد على المستشرقين، فهم طلائع الاستعمار ومهندسو سياسته، وهم اليد التي بها يبطش بالمسلمين، والعقل الذي يفكر به الكافر المستعمر، والرجل الذي بها يسعى للانتقام من المسلمين، ويردهم إلى مهاوي الردى. وأحذر من فكرة تقسيم المستشرقين إلى معتدلين وحاقدين، وتقسيمهم إلى حمائم وصقور فكلهم أفاعي سامة. والمسلم الواعي لا يأخذ دينه إلا من مصادره المخلصة الموثوقة.
…وأقول للحقيقة إنك لا تكاد تجد انحرافاً لمفسر، أو لأديب، أو لمؤرخ عصري، أو لمفكر في العصر الراهن إلا وله مستند من أقوال مؤسسي الشوائب. وهم لا يَعدون أن يكونوا أفراداً من المستشرقين الذين تستروا باسم سواح ليستبعدوا المعنى القبيح الذي يلازم اسمهم. ومسعاهم سياسي محض لإفساد المسلمين وخلق انقلاب فكري يبعدهم عن دينهم. فمسألة ترجمة القرآن، وإعادة ترتيبه حسب النزول، أو كتابته بالأحرف المعاصرة وغيرها من الشوائب تكمن وراءها أهدافٌ سياسية قاتلة للمسلمين.
…وقبل أن أختم التوصيات أتوجه للمهتمين بأمر المسلمين من الباحثين كلٌّ في مجاله لبحث الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعقوبات وشؤون الحكم لتسليط الأضواء على الشوائب فيها واستخراجها لإظهار أنظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية وعقوبات وأنظمة حكم إسلامية صافية خالية من الشوائب فهذه أبواب للبحث أقترحها للباحثين في شؤون المسلمين لإكمال ما لم أستطع إكماله، ولإتمام ما عجزت عن تتميمه. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين