…إننا إذا أردنا أن نجعل هناك صلة حقيقية بين القرآن وأجيالنا الجديدة فلا بد من أن نقدم على مثل هذه الخطوة بلا تردد. أما إذا أردنا أن تظل هناك فجوة واسعة بين هذه الأجيال الجديدة وبين القرآن فلنرفض إذن إصدار مصحف جديد مكتوب بالخط العصري والحروف العصرية وخال – كما هو الحال في المصاحف الحالية – من أي علامة استفهام أو تعجب أو ما إلى ذلك"(١).
(١) مجلة الهلال، عدد، ديسمبر، ص ٤، شوال ١٢٩٠هـ - ١٩٧٠م، السنة الثامنة والسبعون عدد خاص، القرآن نظرة عصرية جديدة، رئيس الإدارة، أحمد بهاء الدين، رئيس التحرير: رجاء النقاش. ومن الدعاة لهذه الفكرة سلامة موسى، وطنطاوي جوهري وهو رئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين سنة ١٩٣٦، وله خطبة في نادي دار العلوم في ٢٧ فبراير دعا للعامية المصرية، وقال إن التحرر منها وهم قديم متأصل في النفوس لما سمع أنها مبتذلة. ثم أشار بجمع قاموس يشمل كل الألفاظ العامية المصرية لتدرس في المدارس لأن فيها الأصول الضرورية لمعاشنا، وقرر أن الدخيل فيها لا يتجاوز خمسة بالمائة. وكذا المحرف، وقال: فلا يمضي عشر سنين حتى تصير لغة الكلام لغة التحرير، مجلة المقتطف، م٣٣، ص٣١٨-٣١٩. مقال: العامية والفصيحة، القاهرة، عدد ابريل، ١٩٠٨م.