…وهكذا يعد الشيخ دروزة كثيراً من أركان العقيدة أنها وسائل تدعيمية بمعنى لا يجب الإيمان بها ولا ضرورة للاهتمام بتفاصيلها والمهم هو الأسس وهو الإيمان بالله تعالى فقط. وهذه التقسيمات فوق أنها خاصة به لا تمت لمصطلحات المسلمين بسبب ولا نسب إلا أنها تتعارض مع القرآن من حيث وجوب الإيمان بكل ما ورد في القرآن لا فرق بين الإيمان بالله وبين وظيفة الملائكة. ولا فرق بين الإيمان بنبوة محمد - ﷺ - وبين الإنذار والوعيد الشديد لمخالفة أمره ونهيه. ولا فرق بين ما جاء في القرآن من آيات في العقيدة أو في القصص فكله حق واجب الإيمان على ما ورد في القرآن فهو ليس على سبيل التمثيل والتقريب بل هو على سبيل الحقيقة والواقع. واكتفي بهذا القدر من شوائب التفسير عند الشيخ دروزة في مسألة المحكم والمتشابه.
٧- شوائب التفسير في تعريف الحديث القدسي والحديث النبوي:
…عرف الدكتور عبد الكريم الخطيب القرآن بأنه: نور من ذاته تعالى. والحديث القدسي: بأنه نور من روح الرسول - ﷺ -. والحديث النبوي: نور من ذات الرسول- ﷺ -(١).
…قال الدكتور الخطيب: "فلما سئل الدباغ ما الفرق بين نور الروح ونور الذات أجاب: الذات خلقت من تراب، ومن التراب خلق سائر العباد، والروح من الملأ الأعلى. وهم –أي الملأ الأعلى- أعرف الخلق بالحق، وكل واحد –أي من الذات والروح- يحن إلى أصله، فكان نور الروح متعلقاً بالحق سبحانه، ونور الذات متعلقاً بالخلق، فلذا نرى الأحاديث القدسية تتعلق بالحق سبحانه لتبيين عظمته أو إظهار رحمته، أو بالتنبيه على سعة ملكه، وكثرة عطائه، فمن الأول حديث:
(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم). ومن الثاني حديث: (أعددت لعبادي الصالحين). ومن الثالث حديث: (يد الله ملأى..).