١- زعم الشيخ الدمنهوري أن لفظ السارق والسارقة يعطي معنى التعود وهو مبني على اللغة التي تفرق بين الفعل، والفاعل واسم الفاعل الذي يقتضي التكرار. وهذا محض خيال فلا نعلم في قواعد اللغة أن اسم الفاعل يفيد ما زعمه. والذي اشتهر في اللغة العربية أن الفعل يدل على الحدوث مقترناً بزمان، واسم الفاعل يدل على الحدوث وفاعله(١). والمصدر يدل على حدث وزمان. ولا يدل على الزمان من جهة اللفظ بل من لوازمه وضروراته. وأجرى واضعو اللغة ضرباً من أسماء الفاعلين مما فيه معنى المبالغة فجرى الفعل الذي فيه معنى المبالغة في العمل وإن لم يكن جارياً عليه في اللفظ فقالوا: زيد ضراب عبيده، وقتال أعداءه(٢). ومن فعل السرقة يكون اللفظ: السّراق والسّراقة أي كثير السرقة ولكنها لم ترد في الآية فلا شبهة له في قيله وهو من الشوائب.
(٢) يعيش، موفق الدين النحوي، شرح المفصل، ٦/٧٠.