ومن أهم النواحي التي بذل فيها علماء القراءة المغاربة جهدهم الشروح والتعليقات على قصيدة الشاطبي المشهورة المسماة (حرز الأماني)، ولعل من أهم ما أصدره هؤلاء العلماء كتاب (إنشاد الشريد من ضوال القصيد) الذي صنفه محمد بن أحمد بن محمد العثماني المكناسي نزيل فاس المعروف بابن غازي ( توفي سنة ٩١٩ هـ ) وقد علق فيه على منظومة (حرز الأماني) للشاطبي(١) على أن العناية بقراءة نافع كانت هي المقدمة عند المغاربة فبذلت جهود تصنيفية كثيرة حول هذه القراءة تمخضت عن القصيدة المشهورة للحافظ المقرئ أبى الحسن علي بن محمد بن بري التازي (توفي سنة ٧٣١هـ) التي سماها (الدرر اللوامع في أصل مقرئ نافع)، وقد نالت هذه المنظومة عناية كبيرة من القراء المغاربة ومن الأدلة على ذالك أن الشروح التي وضعت عليها تزيد على ثلاثين شرحاً(٢)، ولعل من أهم شروح هذه القصيدة شرح أبي زيد بن القاضي الفاسي (توفي سنة ١٠٨٢ هـ ) الذي سماه (الفجر الساطع على الدرر اللوامع ).
وإلى جانب ذلك فهناك علوم أخرى اهتم بها المغاربة تتعلق بعلوم القراءات ألخصها في أربعة موضوعات :
١-فنون القرآن : وقد صنف فيه الناس قديماً وحديثاً، كالزركشي في كتابة (البرهان)، ومن المغاربة الذين اهتموا بفنون القرآن أبو علي الحسين بن علي السوسي، إذ ألف كتاباً سماه (الفوائد الجميلة في الآيات الجليلة) عالج فيه أبحاثاً مهمة في علوم القرآن على غرار البرهان للزركشي وقد ضمنه عشرين باباً.
(٢) …انظر مجلة دعوة الحق الأصل مقال لسعيد أعراب، والدراسات القرآنية بالمغرب في القرن الرابع عشر الهجري ص ٣٨.