ومن ثم فزع الكثيرون من المغاربة إلى إنشاء مدارس حرة ( أهلية ) تقوم بدور الكتاتيب القرآنية ذات الطابع التقليدي في تحفيظ القرآن الكريم ((واستقطبت هذه المدارس مجموعات هائلة من حفظة كتاب الله ممن فاتهم سن التمدرس القانوني وقدمت تسهيلات وتضحيات في سبيل نشر العلم والمعرفة ومحاربة الجهل التي ظلت سياسة المستعمر تكرسه وتعمل على استمراره))(١).
٧ - عدد التلاميذ : من خلال تجربة الزوايا القرآنية في الجزائر يمكن أن نجد تقنيناً جيداً لعدد التلاميذ في المدرسة القرآنية، فالعدد في هذه المدارس ((ليس كثيراً فلا يزيد على عشرين تلميذاً ولا يقل عن سبعة وهذا العدد يزيد وينقص حسب الظروف))(٢) ولا شك أن هذا العدد عدد مناسب فإن زيادة العدد يمكن أن يؤثر في تقليل فرصة الطالب في التعلم خصوصاً في مجال القرآن الكريم وقلته تؤثر في فرص التنافس بين الطلاب وكذلك فرص التعلم من الأقران.
٨- شروط المعلم : إن دور الأستاذ في مدرسة القرآن متعلق بمدى توافقه مع الشروط العلمية والأخلاقية للمعلم، فهو إلى جانب دوره التعليمي يعد المرشد والمربي لهؤلاء الطلاب وتشترط المدرسة الجزائرية في المعلم ((حفظ القرآن والفقه والانسجام مع الجماعة الذين يعملون معه والأخلاق الفاضلة كالوقار ويفضل أن يكون متزوجاً بل هو عند بعضهم شرط أساسي ضماناً للفقه والشعور بالمسؤولية نحو الأولاد الذين يعلمهم))(٣).
(٢) …الزوايا القرآنية المتحركة (مقال) ص ٤٤.
(٣) …المصدر السابق ص ٤٢.