وتجدر الإشارة إلى أن جهود بلاد الحرمين جهود كبيرة وعظيمة لا تكاد تحصى كثرة، ولكن لعل ما كتب فيه أهم ما يذكر ويُكتب.
(((
المبحث الثالث:
عناية بلاد الشام بالقرآن الكريم
اهتمَّ أهل الشام بالقرآن الكريم اهتماماً بالغاً، بل ازدادت عنايتهم بذلك حتى قال الإمام النووي الدمشقي - ت٦٧٦ه: ((رأيتُ أهلَ بلدِنا دمشق - حماها الله تعالى وصانها وسائر البلاد المسلمين- مُكثرِين من الاعتناء بتلاوة القرآن العزيز تعلُّماً وتعليماً وعرضاً ودراسةً في جماعة وفرادى، مجتهدين في ذلك بالليالي والأيام - زادهم الله حرصاً عليه وعلى جميع أنواع الطاعات مريدين وجه الله ذي الجلال والإكرام))(١).
وتتمثل عناية أهل الشام بالقرآن الكريم في إنشاء مدارس ودُور للقرآن الكريم، فضلاً عن حلقات القرآن الكريم المنتشرة في المساجد، ومن أهمها:
مساجد أجناد فلسطين والأردن، ومسجد دمشق، ومسجد حمص، ومسجد الرَّملة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد طبرية(٢).
وأصبح لمسجد بيت المقدس مكانةً خاصَّة في الثلث الأخير من القرن الأول، وعظُمتْ مكانته في القرن الثاني، وسبب ذلك إقراءُ بعض الصحابة والتابعين القرآن وإمامته فيه(٣).
المطلب الأول: دخول القراءات القرآنية بلاد الشام

(١) التبيان في آداب حملة القرآن ص ٢٣.
(٢) القراءات القرآنية في بلاد الشّام ص ٥٩.
(٣) المصدر السابق ص ٥٩-٦٠.


الصفحة التالية
Icon