وأول مشيخة لعموم المقارئ في الديار المصرية، كانت في منتصف القرن الثاني الهجري تقريباً، وأول من أُقيم مشرفاً عليها الإمام التابعي، عبد الرحمن بن هرمز الأعرج(١)- ت ١١٧ه(٢).
وينحصر عملُ شيخ المقارئ بما هو آتٍ:
١- الإشرافُ على جميع قراء القرآن الكريم، ومعرفة أحوالهم ومراتبهم، وسيرهم الشخصية، وإرشادهم إلى ما تلزمهم معرفته من علوم الأداء، ومراقبتهم في العمل بها، ورفع أمر من يخرج منهم في شيء منها إلى شيخ الجامع الأزهر.
٢- عدمُ الإذن لأي شخص يرغب التصدُّر لإقراء القرآن الكريم إلا بعد اختباره، وتبيُّن أهليته والتثبُّت من صحة سنده وروايته.
٣- فحصُ المصاحف وكتب فنون الأداء القرآني، وما يكتب فيها أو يطبع في مصر، وما يَرِدُ إليها من أيّ قطر، وإبداء الرأي فيها، من حيث إقرار النشر، أو عدمه.
٤- انتخابُ القراء لوظائف القراءة المشروطة في أنواع الأوقاف، وإبداء الرأي، في صلاحية من يُطلب للقراءة أو الإقراء أو عدمها.
٥- تنظيمُ حلقات القراءة بالمساجد وغيرها.
٦- الإجابةُ على ما يُوجَّهُ إليها وإلى مشيخة الأزهر من الاستفتاءات الخاصة بعلوم الأداء(٣).
وتجدر الإشارة إلى أن شيخ عموم المقارئ يختاره وزير الأوقاف من بين قراء الوزارة، ويصدر بتعيينه أمر جمهوري(٤).
المطلب الثالث: أسباب انتشار القراءات القرآنية في بلاد مصر:
١-دخولُ القراءات القرآنية إلى بلاد مصر في وقتٍ مبكرٍ جداً كما تقدم.
…ينظر: معرفة القراء الكبار ١/١٨٠، غاية النهاية ١/٣٨١.
(٢) المقارئ والقراء في الديار الإسلامية- د. لبيب السعيد ص ٣٥.
(٣) المصدر السابق ص ٣٨-٣٩.
(٤) المصدر السابق ص ٤١.