الأصل في غرض الطالب القرآن الكريم على الشيخ هو أن يقرأه إفراداً بمعنى أن يتلقى كتاب الله تعالى مشافهة برواية حفص عن عاصم إن كان من أهل المشرق أو برواية الدوري، عن أبي عمرو إن كان من أهل السُّودان(١) أو برواية ورش أو قالون إن كان من أهل المغرب وبلاد الأندلس ومن ثَمَّ يُفرد كل قارئ بختمة وبعد ذلك يجمع القراء السبعة في ختمة واحدة بعد تحقق شرط ذلك وهو الإتقان وحفظ متنٍ بعينه على ذلك.
وأما طريقة المغاربة في القراءات القرآنية فهي تتمثَّلُ في عرض القرآن برواية ورش، ومن ثم جمع رواية قالون إليها في ختمة أو أكثر، وبعد ذلك جمع قراءة ابن كثير براويين، وبعد ذلك أيضاً جمع قراءة أبي عمرو البصري براويين أيضاً، فإذا انتهى من ذلك جمع بقية القراءات السبع في ختمة واحدة ودفعة واحدة، هذه هي الطريقة الأشهر عند أهل المغرب.
وأما قراءة أهل سُوس، وهي مدينة اشتهرت منذ القدم بإقراء القرآن الكريم وتخرج منها المئات من المقرئين(٢) الذين لهم أثر ظاهر في تلك البلاد.
فلأهل هذه المدينة طريقة في جمع القراءات السبع وهي: مثل الطريقة المتقدمة إلا أنهم يجمعون إلى القراءات الثلاث المتقدمة وهي نافع المدني، وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري قراءة ابن عامر الشامي ثم بقية القراءات في ختمة واحدة(٣).
المطلب الثالث: أهم المدارس القرآنية في بلاد المغرب العربي

(١) تحتضن السّودان روايات مختلفة، ففي وسطه وشرقه وجنوبه رواية الدّوري، وفي شماله وغربه رواية ورش، إلاّ أنّ رواية حفص انتشرت أخيراً في تلك الأقطار، وأصبحت أكثر غلبةً من الرّوايات على غيرها. ينظر: خلاوي، السودان ورودها في خدمة القرآن- أ. د. أحمد عباس البدوي ص ١٦١، مؤتمر القرآن الكريم والجهود المبذولة في خدمته.
(٢) الدراسات القرآنية بالمغرب- إبراهيم الوافي ص ١٢، ٩٣.
(٣) القراء والقراءات بالمغرب ٥٩-٦٠.


الصفحة التالية
Icon