والمنظومة الثانية التي اعتمدها أهل المغرب هي: ((مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن)) للإمام محمد بن إبراهيم الخراز(١) - ت ٧١٨ه، وهي في أربعمائة وخمسة عشر بيتًا(٢).
جعل الخرَّازُ نظمه هذا وفقاً لحرف نافع دون غيره من الأحرف، اعتمد فيه على كتاب ((التبيين لهجاء التنْزيل)) لأبي داود سليمان بن نجاح(٣)- ٤٩٦ه- و((المقنع في رسم مصاحف الأمصار)) لأبي عمرو الداني - ت ٤٤٤ه- وقد اهتم به علماء المغرب، وتعلقوا به.
قال ابن خلدون في المقدمة: ((فنظم الخراز من المتأخّرين بالمغرب أرجوزة أخرى زاد فيها على المقنع خلافاً كثيراً عزاه لناقله، واشتهرت بالمغرب، واقتصر الناس على حفظها، وهجروا بها كتب أبي داود وأبي عمرو والشاطبي في الرسم))(٤). اه
والمنظومة الثالثة هي: ((الدُّرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع)) لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بريِّ التازي - ت سنة ٧٣٠ه.
وهي تقع في ٢٧٠ بيتًا وفي بعض النسخ ٢٧٣ بيتًا(٥) بيتاً، وقد ضمَّن ابنُ برِّي أرجوزته هذه أصل مقرأ الإمام نافع وضمنَّها أيضاً مسائل في التجويد وطريقة أداء القراءة.
(٢) ينظر: رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية - د. غانم قدوري- ص١٧٩-١٨٠.
(٣) ابن نجاح: هو أبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح، الأموي، الأندلسي، عن أبي عمرو الداني، وأبي عبد الله القروي، وأخذ عنه خلق؛ منهم: أبو علي الصدفي، وأبو العباس أحمد الثقفي، وغيرهما، توفي سنة ٤٩٦ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ٢/٨٦٢-٨٦٤، غاية النهاية ١/٣١٦.
(٤) تاريخ ابن خلدون ١/٧٩٢.
(٥) ينظر ابن بري التازي ص١٥٣٠١٥٤.