وفي حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كلَّ سنةٍ مرَّةً، وإنه عارضني العام مرَّتين، ولا أراه إلا حضر أجلي»(١).
وأما حفظ الصحابة رضوان الله عليهم للقرآن، فقد تسَابقوا في ذلك واشتدَّ التنافُسُ بينهم.
وحفظه جملة منهم، ومن أولئك الخلفاء الأربعة، وطلحة بن عبيد الله، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب، وعائشة وحفصة وأُم سلمة رضوان الله عليهم، وغيرهم كثير(٢).
وممَّا يدلّ على عناية صحابة رسول الله - ﷺ - بالقرآن الكريم، قراءتهم وتدبرهم له، قوله - ﷺ -: «إنّي لأعرف أصوات رفقةَ الأشعريّين بالقرآن حين يدخلون بالّليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنتُ لم أرَ منازلهم حين نزلوا بالنّهار»(٣).
ويقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «والله الذي لا إله غيرُه، ما نزلتْ سورة من كتاب الله، إلا أنا أعلم أين نزلتْ، ولا أُنزلتْ آية من كتاب الله، إلا أنا أعلمُ فِيمَ أُنزلتْ، ولو أعلمُ أحداً أعلم مِنِّي بكتاب الله، تبلُغُهُ الإبل لركبتُ إليه»(٤).
(٢) ينظر: الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي ١/٩٦-٩٧.
(٣) رواه مسلم- كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الصحابة (ح ٢٤٩٩).
(٤) رواه البخاري- كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي - ﷺ - (ح ٥٠٠٢)، ورواه مسلم- كتاب فضائل الصحابة (ح ٢٤٦٣).