لقد ألف علماء المسلمين كتبا جمة تبتغي توضيح عباراته، وإبانة مدلولاته، فوجدنا كتبا تحمل عنوان التفسير، وأخرى تحمل عنوان الغريب، وثالثة تُسمّى المعاني، ورابعة تسمى المشكل، وخامسة تدعى الإعراب... الخ.
وسنقصر حديثنا هنا على ما سمّي ( غريب القرآن ) فقط على الرغم من التقارب الشديد بينه وبين ( معاني القرآن ) مما جعل بعض العلماء القدماء يخلطون بينهما.
والغريب من الكلام إنما هو الغامض والبعيد عن الفهم، أما غريب القرآن فقد قال عنه أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة (٧٤٥)هـ في مقدمة كتابه "تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب":
"لغات القرآن العزيز على قسمين: قسم يكاد يشترك في فهم معناه عامة المستعربة وخاصتهم، كمدلول السماء والأرض وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحر في اللغة العربية، وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه غريب القرآن".
ويلاحظ على مصنفات الغريب، أنها لم تكتف بالألفاظ الغريبة، بل تعدتها إلى بعض الألفاظ المعروفة لدى عامة الناس مثل كلمة "الغَنَم" التي أثبتها الراغب الأصفهاني المتوفى سنة ٥٠٢ هـ في كتابه المفردات في غريب القرآن. فقال: الغنم معروف، ومثل كلمة "الشجر" التي وردت في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي قال: الشجر : ما قام على ساق.
ووردت كلمات أخرى معروفة مثل قمر، زوج، صيد،.... لهذا يمكن تسمية كتب غريب القرآن بأنها تفسير لجملة من مفردات القرآن وكلماته لأنها لم تقتصر على الغريب فقط.