روى أبو البركات الأنباري أنه صنفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه أبي بكر بن الأنباري، فكان يُصلح فيه مواضع، ويختلف هذا الكتاب عن غريب ابن قتيبة كل الاختلاف، فلا مقدمة يشرح فيها منهجه، ولم يقسمه على أقسام، وإنما الألفاظ الغريبة مرتبة وفق الحرف الأول منها وحده، وقد قسم مؤلفه الحرف الواحد في ترتيبه على ثلاثة أبواب، المفتوح فالمضموم فالمكسور، دون اعتبار للحرف الثاني وما بعده، فيورد الألفاظ المبدوءة بالحرف الواحد مختلطة في غير نظام، مما يشق على الطالب استخراج معاني بعض الكلمات من سورها حسب التلاوة، ولذا رتبه محمد الصادق قمحاوي المدرّس بالأزهر على ترتيب سور القرآن، وأكمل ما فيه من نقص وقصور ويكاد يكون تفسيرالسجستاني تفسيرا لغويا خالصا.
وعلى العموم فهو كتاب مختصر ـ رغم أنّ مؤلفه قد تجاوز موضوع الكتاب إلى ذكر ما هو ليس من التفسيرـ ولا ذكر فيه لأسماء اللغويين والمفسرين، وقد أعجب به الباحثون، فنظمه مالك بن المرحل المالقي ت ٦٩٩هـ، وألف أبو العباس أحمد بن عبد الجليل التدميري كتابا في شرح شواهده.
وقد وصلنا من القرن الخامس كتاب بعنوان ( العمدة في غريب القران ) وقد نُسِب إلى مكي ابن أبي طالب القيسي ت ٤٣٧هـ، وذكر ياقوت وابن خلكان أنّ هذا الكتاب كان في ثلاثة أجزاء، ومنذ سنوات أصدر يوسف عبد الرحمن المرعشلي كتابا منسوبا إلى القيسي باسم ( العمدة في غريب القرآن ) مرتبا وفق ورودها في القرآن الكريم، ويقال إنه مختصر من كتاب مشكل الغريب، وقد شكك بعض الباحثين في نسبة هذا الكتاب إلى مكي بن أبي طالب كالدكتور أحمد فرحات والدكتور علي حسن البواب لأن مَنْ أرَّخوا لمكي لم ينسبوه إليه فضلا عن اختلاف الشرح والتناول في هذا الكتاب عن باقي كتب مكي التي ألّفها في الموضوع نفسه.