ومنها في هذا القرن أيضا كتاب ( بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب ) لعلاء الدين علي بن عثمان بن إبراهيم ابن التركماني المارديني المصري ت ٧٥٠هـ، وقد أوضح المؤلف غرضه ومنهجه ومراجعه في المقدمة في قوله :( جمعت في غريب القرآن كتابا غريبا مسلكه، قريبا مدركه، صغيرا حجمه، غزيرا علمه، يبهج الخاطر، ويروق الناظر، ألفته من غريب أبي بكر العزيري [ السجستاني ] وأبي محمد بن قتيبة، وأبي عبيد الهروي، وتفسير جار الله الزمخشري...... ورأيت ترتيبه على السور، مقللا لألفاظه، ومسهلا على حفاظه ).
لقد أراد ابن التركماني الاختصار، والإحاطة، والترتيب على السور، فكان له ما أراد، فأهم ظواهره الإيجاز، وقد غلبت فيه الناحية اللغوية على التفسير، وقلّت شواهده، ونَدُرَت أسماء المفسرين فيه.
ومنها في هذا القرن أيضا ( عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ ) (١) لأحمد بن يوسف بن عبد الدائم، المعروف بالسمين الحلبي ت ٧٥٦هـ، والذي قال فيه حاجي خليفة : وهو أحسن الكتب المؤلفة في هذا الشأن. جمع فيه ألفاظ القرآن وفسرها، وقد سار فيه على نهج الراغب الأصفهاني، وأخذ من مفرداته.