...... كتاب غريب القرآن للشيخ قاسم الحنفي كتاب مختصر، حوى جُلَّ ما يحتاج إليه طالب التفسير، وقد فاق ما عداه باحتوائه على تفسير الغريب بحسب ترتيب السور في القرآن الكريم، وبحسب ورود الآيات في السور، فيستطيع قارئ القرآن الكريم أن يضعه إلى جانبه في أثناء التلاوة، فإذا ما صعُب عليه معنى كلمة في آية نظر إليها بحسب ورودها في القرآن الكريم، وأمَّا مَنْ أراد أن يعرف معنى كلمة، بغض النظر عن السورة أو الآية التي وردت فيها، فيستطيع بكل سهولة ويُسر أن يرجع إليها في القسم الثاني من الكتاب، الذي رتبه المؤلف بحسب الترتيب الألفبي، ولعله بهذا الاحتواء قد جمع بين طريقتي المفسرين، والمعجميين.
...... وبالجملة فهم مُؤلَّف نفيس، يدل على علو كعب مصنفه، مع الذوق السليم، والفكر الصائب، والبصيرة النيرة، فقد اعتمد مؤلفه في الأساس على كتابين هما لعلمين من أعلام المفسرين، ابن جماعة، وأبو حيان الأندلسي، ولولاه لما عرفنا من كتاب البيان في غريب القرآن لابن جماعة إلاّ اسمه، فالكتاب ـ فيما أعلم ـ في حكم المفقود، هذا فضلا عن أن كتاب تحفة الأريب لأبي حيان، وعلى الرغم من أنه قد طُبع سنة ١٣٤٥هـ/١٩٢٦م، إلاّ أن في الحصول عليه ضرب من العنت.
... لقد أسدى الشيخ قاسم الحنفي بهذا الكتاب خدمة جُلى للقرآن الكريم، وللمكتبة العربية، وللتراث الإسلامي العريق.
... ٣ ـ منهج المؤلف في الكتاب :...