فقال عمر - رضي الله تعالى عنه -: لو فعلت ذلك حتى ننظر ما يصيرون، فَهمَّ الرسول ﷺ بذلك، ونزل في الملأ ﴿وكذلك فَتَنَّا بَعْضَهُمْ ببعض﴾ [٥٣] فاعتذر عمر - رضي الله تعالى عنه - عن مقالته، فأنزل ﴿وإذا جاءك الذين يؤمنون﴾ [٥٤]. ﴿يَدْعُونَ﴾ الصلوات الخمس، أو ذكر الله - تعالى - أو عبادته، أو تعلم القرآن. ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ يريدون طاعته بقصدهم الوجه الذي وجههم إليه، أو يريدونه بدعائهم، وقد يعبّر عن الشيء بالوجه كقولهم: " هذا وجه الصواب ". ﴿حِسَابِهِم﴾ حساب عملهم بالثواب والعقاب، وما من حساب عملك عليهم شيء، كل مؤاخذ بحساب عمله دون غيره، أو ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء.
٥٣ - ﴿فَتَنَّا﴾ اختبرناهم باختلاف في الأرزاق والأخلاق، أو بتكليف ما فيه مشقة على النفس مع قدرتها عليه. ﴿مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم﴾ باللطف في إيمانهم، أو بما ذكره من شكرهم على طاعته.
٥٤ - ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ ضعفاء المسلمين، وما كان من شأن عمر - رضي الله تعالى عنه - ﴿فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ﴾ مني، أو من الله - تعالى - قاله الحسن والسلام: جمع السلامة، أو هو الله ذو السلام. ﴿كَتَبَ﴾ أوجب، أو


الصفحة التالية
Icon