اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
٥٤ - ﴿أَسْتَخْلِصْهُ﴾ لما علم الملك الأكبر أمانته طلب استخدامه في خاص خدمته ﴿مَكِينٌ﴾ وجيه، أو متمكن في الرفعة والمنزلة ﴿أَمِينٌ﴾ آمن لا يخاف العواقب، أو ثقة مأمون، أو حافظ ﴿فَلَمَّا كَلَّمَهُ﴾ استدل بكلامه على عقله، وبعفته على أمانته.
٥٥ - ﴿خَزَآئِنِ﴾ الأموال، أو الطعام، أو الخزائن: الرجال، لأن الأقوال والأفعال مخزونة فيهم، وهذا تعمق مخالف للظاهر، وهذا مجوز لطلب الولاية لمن هو أهل لها، فإن كان المولى ظالماً جاز تقلد الولاية منه إذا عمل الوالي بالحق لأن يوسف قبل من فرعون، أو لا يجوز ذلك لما فيه من تولي الظالمين ومعونتهم بالتزكية وتنفيذ أعمالهم، وإنما قبل يوسف من الملك ولاية ملكه الخاص به، أو كان فرعون يوسف صالحاً وكان فرعون موسى طاغياً، والأصح أن ما جاز لأهله توليه من غير اجتهاد في تنفيذه جازت ولايته من الظالم كالزكوات المنصوصة، وما لا يجوز أن ينفردوا به كأموال الفيء لا يجوز توليه من الظالم، وما يجوز أن يتولاه أهله وللاجتهاد فيه مدخل كالقضاء فإن كان حكماً بين متراضيين أو توسطا بين مجبورين جاز، وإن كان إلزام إجبار لم يجز. ﴿حَفِيظٌ﴾ لما استودعتني. ﴿عَلِيمٌ﴾ بما وليتني، أو ﴿حَفِيظٌ) {بالكتاب﴾ (عَلِيمٌ} بالحساب، وهو أول من كتب في القراطيس، أو ﴿حَفِيظٌ﴾ للحساب ﴿عَلِيمٌ﴾ بالألسن أو ﴿حَفِيظٌ﴾ بما وليتني، ﴿عَلِيمٌ﴾ بسني المجاعة، فيه دليل على جواز تزكية النفس عند حاجة تدعو إلى ذلك. ﴿وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خيرٌ للذين ءامنوا وكانوا يتقون﴾
٥٦ - ﴿مَكَّنَّا لِيُوسُفَ﴾ استخلفه الوليد على عمل أطيفر وعزله، قال مجاهد: وأسلم على يده، قال " ع ": ملك بعد سنة ونصف. ثم مات أطفير