قريش، أو اليهود والنصارى والمجوس ﴿بَعْضَهُ﴾ عرفوا صدق الرسول [صلى الله عليه وسلم] وأنكروا تصديقه، أو عرفوا نعته وأنكروا نبوته. ﴿ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً وما كان لرسول أن يأتى بئايةٍ إلا بإذن الله لكل أجلٍ كتابٌ يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب﴾
٣٨ - ﴿أَزْوَاجاً وذريةٍ﴾ أي هم كسائر البشر فلِمَ أنكروا نبوتك وأنت كمن تقدم، أو نهاه بذلك عن التبتل، أو عاب اليهود الرسول [صلى الله عليه وسلم] بكثرة الأزواج فأخبرهم بأن ذلك سنة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ﴿أَن يَأَتِىَ بِآيَةٍ﴾ لما سألت قريش تسيير الجبال وغير ذلك نزلت. ﴿لكل أجل﴾ لك قضاء قضاه الله تعالى ﴿كِتَابٌ﴾ كتبه فيه، أولكل أجل من آجال الخلق كتاب عن الله، أو لكل كتاب نزل من السماء أجل على التقديم والتأخير.
٣٩ - ﴿يمحو اللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾ من أمور الخلق فيغيرها إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران " ع "، أو له كتابان أحدهما أم الكتاب لا يمحو منه شيئاً، والثاني يمحو منه ما يشاء ويثبت كلما أراد أن ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه، أو يمحو ما جاء أجله ويثبت من لم يأت أجله، أو يمحو مايشاء من الذنوب بالمغفرة ويثبت ما يشاء فلا يغفره، أو يختم للرجل بالشقاء فيمحو ما سلف من طاعته أو يمحو بخاتمته من السعادة ما تقدم من معصيته " ع " ﴿أم الكتاب﴾ حلاله وحرامه، أو جملة الكتاب، أو علم الله - تعالى - بما خلق وما هو خالق، أو الذكر " ع " أو الكتاب الذي لا يبدل، أو أصل الكتاب في اللوح المحفوظ.


الصفحة التالية
Icon