عنهما لما اتخذ سبيله في البحر، أو غفلا عنه فنسي يوشع ونسي موسى أن يأمر فيه بشيء، أو نسيه يوشع وحده فأضيف إليهما كما يقال نسي القوم أزوادهم إذا نسيها أحدهم ﴿فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ﴾ أحيا الله - تعالى - الحوت فطفر إلى البحر فاتخذ طريقه فيه ﴿سَرَباً﴾ مسلكاً، أو يبساً، أو عجباً.
٦٢ - ﴿جَاوَزَا﴾ مكان الحوت ﴿نَصَباً﴾ تعباً، أو وهناً. ٦٣،
٦٤ - ﴿الصَّخْرَةِ﴾ بشروان أرض على ساحل بحر أيلة عندها عين تسمى عين الحياة، أو الصخرة التي دون نهر الزيت على الطريق ﴿نَسِيتُ الحوت﴾ / [١٠٤ / أ] أن أحمله، أو أخبرك بأمره ﴿أَنسَانِيهُ إِلآَّ الشَّيْطَانُ﴾ بوسوسته لي وشغله لقلبي ﴿عجباً﴾ كان لا يسلك طريقاً في البحر إلا صاره ماءه صخراً فعجب موسى لذلك، أو رأى دائرة الحوت وأثره في البحر كالكوة فعجب من حياة الحوت، وقيل لموسى إنك تلقى الخضر حيث تنسى بعض متاعك فعلم أن مكان الحوت موضع الخضر ف ﴿قال ذلك ما كنا نبغي﴾ ﴿قَصَصاً﴾ يقصان أثر الحوت.
٦٥ - ﴿رَحْمَةً﴾ نبوة، أو نعمة، أو طاعة، أو طول الحياة، وكان مَلَكاً، أمر الله - تعالى - موسى أن يأخذ عنه علم الباطن، أو نبياً، قيل هو اليسع سمي به لأنه وسع علمه ست سموات وست أرضين، أو عبداً صالحاً عالماً ببواطن الأمور سمي خضراً لأنه كان إذا صلى في مكان اخضرّ ما حوله.