والذين أشركوا إنّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيءٍ شهيدٌ}
١٥ - ﴿يَنصُرَهُ﴾ من ظن أن الله - تعالى - لا ينصر محمداً [صلى الله عليه وسلم] على أعدائه في الدنيا بالغلبة وفي الآخرة بظهور الحجة ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ بحبل إلى سماء الدنيا ﴿ليقطع﴾ عنه الوحي ثم لينظرهل يُذهب هذا الكيد منه ما يعطيه من نزول الوحي، أو ينصره الله - تعالى - يرزقه والنصر: الرزق، أو أن لن يمطر الله - تعالى - أرضه، يقال للأرض الممطورة منصورة ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ بحب إلى سقف بيته، ثم ليختنق به فلينظر هل يذهب ما يغيظه من أن الله - تعالى - لا يرزقه. ﴿ألم تر أنّ الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدّواب وكثيرٌ من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرمٍ إن الله يفعل ما يشاء﴾
١٨ - ﴿ومن يهن الله﴾ بإدخال النار ﴿فماله مِن مُّكْرِمٍ﴾ يدخله الجنة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ من ثواب وعقاب، أو من يهنه بالشقاء فلا مُكرم له بالسعادة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ من شقاوة وسعادة. ﴿هاذان خصمان اختصموا في ربّهم فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ١٠ ولهم مقامع من حديد كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق﴾


الصفحة التالية
Icon