عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبيرٌ فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خيرٍ فقيرٌ}
٢٢ - ﴿تِلْقَآءَ مَدْيَنَ﴾ عرض له أربع طرق فلم يدر أيها يسلك فقال ﴿عَسَى رَبِّى﴾ الآية، أو قال ذلك بعد أخذه طريق مدين. ﴿سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ قصد الطريق إلى مدين قاله قتادة. ومدين ماء كان عليه قوم شعيب قال " ع " وكان بينه وبينها ثمان مراحل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.
٢٣ - ﴿أُمَّةً﴾ جماعة قال ابن عباس: الأمة أربعون. ﴿تَذُودَانِ﴾ تحبسان، أو تطردان غنمهما عن الماء لضعفهما عن الزحام، أو يمنعان الغنم أن تختلط بغنم الناس، أو يذودان الناس عن غنمهما. ﴿ما خطبكما﴾ ماشأنكما. والخطب تفخيم للشيء والخُطبة لأنها من الأمر المعظم ﴿يُصْدِرَ) ٦ ينصرف ومنه الصدر لأن التدبير يصدر عنه فعلتا ذلك تَصوُّناً عن مزاحمة الرجال، أو لضعفهما عن الزحام {الرِّعَآءُ﴾ جمع راعٍ ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ﴾ قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعينهما أو اعتذاراً من معاناتهما السقي بأنفسهما.
٢٤ - ﴿فَسَقَى لَهُمَا﴾ بأن زحم القوم فأخرجهم عن الماء ثم سقى لهما، أو أتى بئراً فاقتلع عنها صخرة لا يقلها إلا عشرة من أهل مدين وسقى لهما ولم يستق


الصفحة التالية
Icon