أولئك هم الخاسرون} ٥٠،
٥١ - ﴿لَوْلآ أُنزِلَ﴾ اقترحوا عليه الآيات ليجعل الصفا ذهباً وتفجير الأنهار، أو سألوه مثل آيات الأنبياء كالناقة والعصا واليد وإحياء الموتى ﴿الأَيَاتُ﴾ عند الله تعالى يخص بها من شاء من الأنبياء ﴿وَإِنَّمَآ أَنَأْ نذيرٌ﴾ لا يلزمني الإتيان بالمقترح من الآيات وإنما يلزمني أنه يشهد على تصديقي وقد فعل الله تعالى ذلك وأجابهم بقوله: ﴿أو لم يَكْفِهِمْ﴾ دلالة على نبوتك القرآن بإعجازه واشتماله على الغيوب والوعود الصادقة، أو أراد بذلك ما روي أن الرسول [صلى الله عليه وسلم] أُتِي بكتاب في كتف فقال: " كَفَى بقوم حمقاً أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم " فنزلت ﴿أو لم يَكْفِهِمْ﴾ ﴿لَرَحْمَةً﴾ إستنقاذاً من الضلال. ﴿وَذِكْرَى﴾ إرشاداً إلى الحق ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ يقصدون الإيمان دون العناد.
٥٢ - ﴿شيهداً﴾ لي بالصدق " ع " والإبلاغ وعليكم بالكذب والعناد. ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ إبليس، أو عبادة الأصنام ﴿الْخَاسِرُونَ﴾ لأنفسهم بإهلاكها، أو لنعيم الجنة بعذاب النار. ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب ولولا أجلٌ مسمى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنّم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعلمون﴾


الصفحة التالية
Icon