بكل شيءٍ عليم إن الله له ملك السموات والأرض يحي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ١١٦}
١١٥ - ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ﴾ أسلم قوم من الأعراب ورجعوا إلى بلادهم يعملون بما شاهدوه من الرسول [صلى الله عليه وسلم] من صوم أيام البيض والصلاة إلى بيت المقدس ثم قدموا إليه فوجدوه يصوم رمضان ويصلي إلى الكعبة، فقالوا: يا رسول الله دِنَّا بعدك بالضلالة إنك على أمر وإنا على غيره فنزلت. ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبّعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريقٍ منهم ثمّ تاب عليهم إنه بهم رءوفٌ رحيمٌ ١١٧ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنّوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾
١١٧ - ﴿تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجرِينَ﴾ توبة لعونه بإنقاذهم من شدة العسرة، أو تخليصهم من نكاية العدو وغيره، أي رجعهم إلى ما كانوا فيه من الحالة الأولى. ﴿الْعُسْرَةِ﴾ في غزوة تبوك كانوا في قلة من الظَّهر فيتناوب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وتعسر الزاد فيشق الرجلان التمرة بينهما، أو يمص النفر التمرة الواحدة ثم يشربون عليها الماء وذلك في شدة الحر، واشتد عطشهم حتى نحروا الإبل وعصروا أكراشها فشربوا ماءها. ﴿يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ﴾ يتلف بالجهد والشدة، أو يعدل عن المتابعة [والنصرة] ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ﴾