﴿أُكُلٍ﴾ البرير ثمر الخمط، أو اسم لثمر كل شجرة ﴿خَمْطٍ﴾ الآراك " ع "، أو كل شجر ذي شوك، أو كل نبت مُرٍّ لا يمكن أكله. ﴿وَأَثْلٍ﴾ الطرفاء " ع "، أو شيء يشبه الطرفاء، أو شجر النضار، أو شجرة حطب لا يأكلها شيء، أو السَّمُر.
﴿وَجَعَلْنَا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين (١٨) فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلنهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور (١٩) ﴾
١٨ - ﴿الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا﴾ بيت المقدس " ع "، أو الشام بورك فيها بالمياه والثمار والأشجار. قيل: إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية ﴿قُرىً ظَاهِرَةً﴾ متصلة ينظر بعضهم إلى بعض " ح "، أو عامرة، أو كثيرة الماء، أو قريبة وهي السَّرْوات، أو قرى بصنعاء، أو قرى ما بين مأرب والشام ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ﴾ أي المبيت والمقيل، أو كانوا يصبحون في قرية ويمسون في آخرى " ح "، أو جعل ما بين القرية والقرية مقداراً واحداً. ﴿أمنين﴾ من الجوع والظمأ أو من الخوف كانوا يسيرون أربعة أشهر آمنين لا يحرك بعضهم بعضاً، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لم يحركه.
١٩ - ﴿بَاعِدْ بَيْنَ أًسْفَارِنَا﴾ قالوا ذلك ملالاً للنعم كما مَلَّ بنو إسرائيل المن والسلوى " ح "، أو قالوا لو كانت ثمارنا أبعد مما هي كانت أشهى وأحلى، أو طلبوا الزيادة في عمارتهم حتى تبعد أسفارهم فيها. فيكون ذلك طلباً للكثرة والزيادة ﴿وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ بقولهم: ﴿بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾، أو بالتغيير والتبديل بعد أن كانوا مسلمين " ح " أو بتكذيب ثلاثة عشر نبياً وقالوا لرسلهم لما ابتلوا قد كنا نأبى عليكم وأرضنا عامرة خير أرض فكيف اليوم وأرضنا خراب شر أرض ﴿أَحَادِيثَ﴾ يتحدث بما كانوا فيه من نعم وما صاروا إليه من هلاك حتى ضرب


الصفحة التالية
Icon