وقد أجمع العلماء على أن بر الوالدين واجب ومن الأدلة الآيات الصريحة الكثيرة التي قرنت عبادة الله سبحانه ببرهما مما يدل على تأكيد حقهما والعناية بشأنهما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: ٣٦]، وقوله: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: ٢٣] وأثنى الله على أنبيائه وخص منهم يحيى عليه السلام لأنه كان بارًا بوالديه على كبر سنهما؛ فالبر في وقت الحاجة أعظم منه في غيره، والحاجة لا تتحقق إلا في سن الشيخوخة والضعف. قال تعالى: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (١٤) ﴾ [مريم: ١٤] وامتدح سبحانه عيسى عليه السلام لتفانيه في خدمة أمه واعتزازه ببرها واعترافه بفضلها وخفض الجناح لها، فقال سبحانه: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: ٣٢].
ومن فضائل البر بالوالدين: