وشعيب، وهود، وصالح وموسى.. مع أقوامهم، عقب على ذلك بقوله تعالى: [﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ (سورة العنكبوت: ٤٠)]
أي: فكلا من هؤلاء المذكورين كقوم نوح وإبراهيم ولوط.. أخذناه وأهلكناه، بسبب ذنوبه التي أصر عليها ولم يرجع عنها. فمنهم من أرسلنا عليه "حاصبا" أي ريحا شديدة رمته بالحصاة كقوم لوط عليه السلام.
ومنهم من أخذته الصيحة الشديدة المهلكة كقوم صالح وشعيب عليهما السلام ومنهم من خسفنا به الأرض وهو قارون.
ومنهم من أغرقناه كما فعلنا مع قوم نوح ومع فرعون وقومه. وما كان الله تعالى مريدا لظلمهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم، وأوردوها موارد المهالك، بسبب إصرارهم على كفرهم وجحودهم.
هذه بعض الأهداف والمقاصد التي من أجلها ساق القرآن ما ساق من قصص، امتاز بسمو غايته، وشريف مقاصده، وعلو مراميه.
١٣- وكان للقصة أغراض أخرى متفرقة :
منها : بيان قدرة الله على الخوارق : كقصة خلق آدم. وقصة مولد عيسى. وقصة إبراهيم والطير الذي آب إليه بعد أن جعل على كل جبل منه جزءا. وقصة " الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ". وقد أحياه الله بعد موته مئة عام.
وبيان عاقبة الطيبة والصلاح، وعاقبة الشر والإفساد. كقصة ابني آدم. وقصة صاحب الجنتين. وقصص بني إسرائيل بعد عصيانهم، وقصة سد مأرب، وقصة أصحاب الأخدود.
وبيان الفارق بين الحكمة الإنسانية القريبة العاجلة، والحكمة الكونية البعيدة الآجلة. كقصة موسى مع " عبد من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " وسنعرضها بالتفصيل في مناسبة أخرى.