العروج إلى معتقداتهم بما تعلمه لهم من العلم الواضح النافع الصحيح، علمهم معنى الحديث الصحيح، والحديث الضعيف، والحديث المكذوب، وخطورة الأحاديث المكذوبة على المسلم، وهكذا تضع لهم خطة دعوية، تربوية طويلة الأمد، فإن فهموا وارتدعوا عن بدعم وغيرهم فقد كسبت، وإن لم يرتدعوا فقد بلغت بلاغاً شرعيًا علميًا صحيحًا، وإن استجاب لك بعضهم فقد نجحت في زلزلة صفوفهم.
إذا كنت في أفريقيا فلا تبدأ بمهاجمة الرقص والموسيقى ( كما قال الدكتور القرضاوي ) ولكن علمهم القرآن، وترتيل القرآن، والصلاة، والصيام، والمحبة وشوقهم إلى الحج، وإذا كنت في الهند فلا تبدأ بمهاجمة الأبقار وأصنام بوذا، وهذا من فقه الدعوة، ومن البيان المبين، عليك كما فعل التجار المسلمون في الهند والصين واندونيسيا وبلاد شرق أسيا، عليك بالصدق في القول، والصدق في العمل، والإتقان في كل ما نقوم به، والبعد عن الغش واللف والدوران حتى إذا وثقوا فيك ابدأ معهم بعظائم الأمور وبطريقة علمية تربوية صحيحة وليكن شعارك " وما علينا إلا البلاغ المبين " فإذا ائتلفوك وتزوجت منهم وعاملت ابنتهم معاملة حسنة يمكنك الولوج إلى معتقداتهم الخاطئة بحذر وذكاء وكياسة فإذا استجاب لك أحدهم اجعله يدعوهم نيابة عنك وأنت تراقبه وترشده.
إنني أنصح الجميع بقراءة قصة أصحاب القرية كما أوردها الدكتور علي الصلابي وكذلك قراءة قصة أصحاب الأخدود التي أوردها، والتي شرحناها شرحًا تفصيليًا في كتابنا ( قصة الساحر والراهب والغلام ) وبينا الدروس المستفادة منها، ومنفعتها لهم، وهذا ما يقوم به المنصرون بين الناس حيث يداونهم، ويعلمونهم، ويثقفونهم، وينفقون عليهم، ثم بعد ذلك يدعونهم فنحن أولى بذلك منهم وهذا نوع من التمكين التربوي الاجتماعي العظيم النفع في الدعوة إلى الله. (١)
- - - - - - - - - - - - -
أخبار الخليج - العدد (١٠٧٦٧) السبت ٣ رمضان ١٤٢٨هـ - ١٥ سبتمبر ٢٠٠٧م