فكانت كل خصلة من هذه الخصال خيراً من الدنيا وما فيها، ربّى رسول الله ـ ﷺ ـ أصحابه، وهو أدرى الناس بالرجال، فظهر منهم ذلك الجيل القرآني الفريد ). ( ١ ).
أئمة شرّفَ اللهُ الوجودَ بهم ساموا العلا فسمَوا فوق العلا رُتَبا
لهذا فقد كانت حلقات العلم زاخرة بشيوخ الإسلام وطلاب العلم، وكان الإبداع وكانت العبقرية في إنتاج ضخم وزاد عظيم. كان زادهم حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه صغاراً، ورواية الحديث ومدارسة علومه تصحبهم صغاراً وكباراً، أما علوم النحو وفنون اللغة والفقه وأصوله، فحدّت ولا حرج... كان الطالب لا يتخرج من تلك الحلقات إلا وقد نبغ في كثير من تلك العلوم، وأصبح شيخاً عالماً يشار إليه بالبنان...

______________
( ١ ) صلاح الأمة في علو الهمة : ج٦ / ص ١٧. نقلاً عن كتاب تربية الموهوب في رحاب الإسلام لمحمد حامد الناصر وخولة درويش ص ١٥٥
لقد صُقلت المواهب، فظهرت العبقريات، وتلألأت بأصحابها حضارة المسلمين...
وقد أثبتت الدراسات المعاصرة أن حفظ القرآن الكريم في المراحل الأولية من التعليم له أثره الطيب في ترسيخ الملكات والمهارات المهمة التي يحتاج إليها التلميذ. قال تعالى :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾. ( ١).
ففي دراسة أجرها الدكتور سعد المغامس، أظهرت نتائج الدراسة أن تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته أسهمت في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي، مما مكن التلاميذ في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الحصول على درجات أعلى من متوسط أقرانهم في مدارس التعليم العام.
وفي دراسة أخرى أجرتها الدكتورة هانم ياركندي، أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دلّت إحصائياً على تفوق طالبات تحفيظ القرآن الكريم، على طالبات في المدارس العادية في مهارتي القراءة والإملاء، وذلك في الصف الرابع الابتدائي. (٢ ).


الصفحة التالية
Icon