والإمام أبو إسحاق الشاطبي كان ممن ينظم الشعر، ولكن لم تمدنا المصادر بالكثير من نظمه(١)، الذي قال عنه عبد الوهاب بن منصور: "وله أشعار متوسطة مثل أشعار الفقهاء التي هي أنظام في الحقيقة"(٢).
قلت: نقل أحمد بابا طائفة منها في كتابه نيل الابتهاج(٣).
ومنها ما أورده أبو إسحاق الشاطبي في كتابه الإفادات والإنشادات في مدح الشفا لَمَّا طلب منه الوزير ابن زمرك ذلك فقال:
يا من سَمَا لمراقي المجد مَقْصَدُه
فَنَفْسُهُ بِنَفِيسِ العِلْمِ قد كَلفت
هَذِي ريَاضٌ يروق العقلَ مخبَرُها
هي الشِّفا لنفوسِ الخلق إن دَنفت(٤)
وكان ممن نظم في هذا الغرض جماعة من الأدباء، منهم أبو القاسم بن رضوان، وغيره(٥).
إلا أن الإمام محمد بن العباس التلمساني(٦)قد شهد لأبيات أبي إسحاق بأنها أحسن ما قيل في مدح الشفا(٧).
١١ - وفاة الإمام أبي إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى: قال تلميذه أبو عبد الله المجاري: وتوفي رحمه الله في شعبان عام تسعين وسبعمائة(٨). وكذلك قال أحمد بابا، إلا أنه زاد يوم الثلاثاء(٩). وتبعهما على ذكر سنة وفاته كل من جاء بعدهما ممن رأيت(١٠).
رحم الله تعالى أبا إسحاق الشاطبي وجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته.
(٢) انظر أعلام المغرب العربي (١/١٣٣).
(٣) انظر، ص (٤٩).
(٤) انظر: الإفادات والإنشادات، ص (١٥٠ - ١٥٢).
(٥) انظر أزهار الرياض (٤/٢٩٦ - ٣٠٢).
(٦) محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العبادي التلمساني، فقيه نحوي، كان شيخ شيوخ وقته في تلمسان. ت: ٨٧١ه-. انظر الضوء اللامع (٧/٢٧٨)، وشجرة النور، ص (٢٦٤)، والأعلام (٦/١٨٣).
(٧) انظر: نيل الابتهاج، ص (٤٩).
(٨) برنامج المجاري، ص (١٢٢).
(٩) انظر نيل الابتهاج، ص (٤٩).
(١٠) انظر شجرة النور الزكية، ص (٢٣١)، والأعلام (١/٧٥)، ومعجم المؤلفين (١/١١٨)، وأعلام المغرب العربي (١/١٣٤).