الوجه الثاني: وهو أن الجهل بأسباب التنزيل موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع"(١).
ثم ضرب أبو إسحاق الشاطبي أمثلة توضّح ما ذكره ثانيا، نذكر بعضها فيما يلي:
أ - "روى ابن وهب عن بكير، أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحروريّة؟ (٢)، قال: "يراهم شرار خلق الله إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين"(٣).
ب - "ورُوي أن مروان(٤)

(١) انظر الموافقات (٤/١٤٦).
(٢) الحرورية هم الخوارج. انظر الفرق بين الفرق ص (٧٥). وسموا بالحروريّة لأنهم نزلوا مكان-ا يسمّى بذلك. انظر فتح الباري (١٢/٢٨٤).
(٣) الموافقات (٤/١٤٩). والأثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (١٢/٢٨٢) كتاب استتابة المرتدين.. باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، عن ابن عمر تعليق-ا. وقال ابن حجر: وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار... وسنده صحيح. انظر الفتح (١٢/٢٨٦).
(٤) مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي، كان ذا شهامة وشجاعة ومكر ودهاء
(ت: ٦٥ه-). انظر السير (٣/٤٧٦).


الصفحة التالية
Icon