ثم ألف فيه الإمام السيوطي كتابا حافلاً موجزًا محررًا، سمّاه "لباب النقول في أسباب النزول"(١).
ثم أفرد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الصحيح من أسباب النزول بمؤلف سماه "الصحيح المسند من أسباب النزول"(٢).
وأما من تكلّم على هذا المبحث ضمن مؤلّف فهم كثيرون جدًّا، فإنه لا يكاد يخلو مؤلف في التفسير من هذا المبحث(٣)، وكذلك لا يخلو كتاب بحث في علوم القرآن الكريم من هذا المبحث(٤).
هذا، ولا يخفى على من قرأ كلام أبي إسحاق الشاطبي أنه قد اختصر في حديثه على هذا المبحث على بعض أهمية أسباب النزول، وهو معذور في ذلك؛ إذ إن كتابه الموافقات إنما هو في أصول الفقه، وليس في علوم القرآن.
وإليك بعض ما قاله العلماء في فوائد معرفة أسباب النزول(٥).
١ - معرفة حكمة الله تعالى، التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام، فيزداد المؤمن إيمانا، وتسوق الكافر إلى الإيمان والتصديق(٦).
٢ - معرفة السبب يُعين على فهم الآية، ويدفع الإشكال عنها، ويكشف الغموض الذي يكتنف تفسيرها، وهذا أشار إليه أبو إسحاق الشاطبي، ونص عليه الواحدي، وابن دقيق العيد، وابن تيمية(٧).
(٢) يقع في (١٨٨) صفحة، وقامت بنشره مكتبة المعارف بالرياض.
(٣) راجع مقدمة كتب التفسير.
(٤) مثل البرهان، والإتقان، ومقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام.
(٥) انظر البرهان (١/٢٢)، والإتقان (١/٨٣)، ومناهل العرفان (١/١٠٢)، ومباحث في علوم القرآن/ ص ٧٩.
(٦) مثل التدرج في تحريم الخمر.
(٧) انظر أسباب النزول، ص (٨)، ومقدمة في أصول التفسير، ص (٧٢)، والإتقان (١/٨٤).