(٣) وقال أبو إسحاق - نقلاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال -: "كنت لا أدري ما ﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض﴾(١)حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي ابتدأتها"(٢).
(٤) "وفيما يروى عن عمر رضي الله عنه أنه سأل وهو على المنبر عن معنى قوله تعالى:﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ﴾(٣)فأخبره رجل من هذيل أن التخوف عندهم هو التنقص"(٤).
المبحث الرابع: مع الإمام أبي إسحاق الشاطبي في تفسير القرآن بأقوال التابعين وأتباعهم
اعتنى أبو إسحاق الشاطبي - رحمه الله تعالى - بنقل أقوال التابعين وأتباعهم في الآيات التي فسرها في كتبه، وما ذلك إلاَّ معرفة منه بأهميّة أقوالهم؛ لأنهم - التابعين رحمهم الله - أخذوا غالب علمهم عن الصحابة، فحري بهم إصابة الحق في تفسير كلام الله تعالى.
وهاك بعض الأمثلة نسوقها تقريرًا لهذا المبحث:
(٢) الاعتصام (٢/٨١٠). والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (١٠/٣١٧٠)، وأورده السيوطي في الدر المنثور (٥/٢٤٤)، ونسب إخراجه إلى أبي عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي. قال ابن حجر: رواه أبو عبيد في غريب الحديث، وفي فضائل القرآن بإسناد حسن ليس فيه إلاّ إبراهيم ابن مهاجر. انظر الكاف الشاف، ص (٦١) في أول سورة الأنعام.
(٣) سورة النحل، الآية: ٤٧.
(٤) الاعتصام (٢/٨١٠، ٨١١). والأثر لم أقف على من أخرجه بهذا اللفظ. وأخرج الطبري في تفسيره (١٧/٢١٤) نحوه. وقال ابن حجر في الفتح (٨/٣٨٦): ورَوى بإسناد فيه مجهول عن عمر أنه سأل عن ذلك فلم يجب.