إنه منهج حركة واقعية لتغيير الواقع البشري. وللواقع البشري جذوره وركائزه في نفوس الناس وفي أوضاعهم سواء. وتغيير هذا الواقع الجاهلي إلى الواقع الرباني الذي يريده اللّه للناس وفق منهجه مسألة شاقة عسيرة تحتاج إلى جهد طويل، وإلى صبر عميق. وطاقة صاحب الدعوة محدودة. ولا قبل له بمواجهة هذه المشقة دون زاد يستمده من ربه. إنه ليس العلم وحده، وليست المعرفة وحدها. إنما هي العبادة للّه والاستمداد منه..
هي الزاد، وهي السند، وهي العون في الطريق الشاق الطويل! ومن ثم هذا التوجيه الأخير في السورة التي بدأت بقول اللّه سبحانه لرسوله الكريم، «كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه، لتنذر به، وذكرى للمؤمنين».. والتي تضمن سياقها عرض موكب الإيمان، بقيادة الرهط الكريم من رسل اللّه الكرام وما يعترض طريقه من كيد الشيطان الرجيم، ومن مكر شياطين الجن والإنس ومن معارضة المتجبرين في الأرض، وحرب الطواغيت المتسلطين على رقاب العباد.
إنه زاد الطريق. وعدة الموكب الكريم في هذا الطريق..
===============


الصفحة التالية
Icon