يطلقوا فهذا وجه الكلام ولو قال انسان لانسان اذا فعلت كذا وعدت كذا وعدت لكذا وهو يريد بقوله ثم عدت لكذا اي لا يكون منك كذا لسعة الناس الى وضع الكلام في غير موضعه والقران يجل عن هذا
لان الايجاب خلاف النفي وقوله ثم يعودون ايجاب ولم يطلقوا نفي فلو كان معني يعودون معنى لم يطلقوا لكان الايجاب هو النفي والنفي هو الايجاب وهذا محال ولو كان اذا ظاهر ثم لم يطلق عائدا بانه ممسك كان في حال الظهار ممسكا لانه انما ظاهر ولم يطلق
ويفسد ايضا من وجه اخر لان قوله ثم يعودون لما قالو يوجب ان يحدث منهم شئ والمظاهر لم يطلق في حال ظهاره ولا قبل ذلك فاذا تظاهر ثم لم يطلق بعد الظهار فهو كما كان لم يحدث منه شئ في الطلاق لا فعل ولا ترك ولا غير ذلك بوجه من الوجوه فيستحيل معنى ثم يعودون لان العائد انما يعود الى شئ قد كان فارقه والمظاهر لم يفارق زوجته في حال الظهار ولا قبله ولا بعده وانما فارق المسس فهو يريد ان يعود اليه
ويفسد من وجه لان قوله هذا يوجب انه اذا مسكها بعد انفصل اللفظ بالظهار طرفة عين فما فوقها فقد وجبت عليه الكفارة عاشت او ماتت او طلق بعد ذلك او لم يطلق وقال الله تبارك وتعالى فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا فاذا مات او ماتت علم انه لا يكون مسيس فاذا لم يكن مسيس لم يكن له قبل واذا لم يكن له قبل لم تجب الكفارة لان الحال التي جعلت موضعا للكفارة لم تكن وكذلك اذا لم يرد ان يمس فلا كفارة عليه لانها انما اوجبت عليه


الصفحة التالية
Icon