وقد يخالف المصنف عادته لحاجة في نفس يعقوب ومن ذلك كلامه عن حديث تحويل القبلة حيث لم يكتف بالتخريج ولا بالصناعة الحديثية بل ذكر أيضا طرفا من ( ): } سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم ﴿ الأسانيد فقال عند قوله
ولذلك جزم أصحاب هذا القول بأن هذه الآية نزلت بعد نسخ استقبال بيت المقدس ورووا ذلك عن مجاهد. وروى البخاري في كتاب الصلاة( ) من طريق عبدالله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء حديث تحويل القبلة ووقع فيه : فقال السفهاء - وهم قل لله المشرق والمغرب يهدي من { ﴾ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ﴿ اليهود - :. وأخرجه في كتاب الإيمان( ) من طريق عمرو بن خالد عن زهير ﴾ يشاء إلى صراط مستقيم عن أبي إسحاق عن البراء بغير هذه الزيادة، ولكن قال عوضها : وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت القدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. وأخرجه في كتاب التفسير ( )من طريق أبي نعيم عن زهير بدون شيء من هاتين الزيادتين، والظاهر أن الزيادة الأولى مدرجة من إسرائيل عن أبي إسحاق، والزيادة الثانية مدرجة من عمرو بن خالد لأن مسلما والترمذي والنسائي قد رووا حديث البراء عن أبي إسحاق من غير طريق إسرائيل ولم يكن فيه إحدى الزيادتين، فاحتاجوا إلى تأويل بمعنى التحقيق لا غير، أي قد قال السفهاء :} سيقول السفهاء ﴿ حرف الاستقبال من قوله ماولاهم ( ).
وهذا التخريج المطول - بالنسبة للتفسير - لاقيمة له من حيث الصناعة الحديثية لإثبات الإدراج في الحديث، ولابد في ذلك من نص عالم متخصص من الحفاظ على ذلك الإدراج أو التتبع الكامل لجميع طرق الحديث ثم عرضها على قواعد أهل المصطلح للوصول لتلك الدعوى العريضة.
وهو أحيانا يغض طرفه عن مشهور الحديث بعبارة مقتضبة لعدم قناعته بالتفسير المترتب عليه ومن ذلك :
غير المغضوب { قوله ( ) ﴾ عليهم ولا الضالين