( ) وإنما أسندت زيادة مرض قلوبهم إلى الله } فزادهم الله مرضا { تعالى مع أن زيادة هاته الأمراض القلبية من ذاتها، لأن الله تعالى لما خلق هذا التولد وأسبابه وكان أمره خفيا، نبه الناس على خطر الاسترسال في النوايا الخبيثة والأعمال المنكرة، وأنه من شأنه أن يزيد تلك النوايا تمكنا من القلب فيعسر أو يتعذر الإقلاع عنها بعد تمكنها، وأسندت تلك الزيادة إلى اسمه تعالى لأن الله غضب عليهم فأهملهم وشأنهم ولم يتداركهم بلطفه الذي يوقظهم من غفلاتهم لينبه المسلمين إلى خطر أمرها وأنها مما يعسر إقلاع أصحابها عنها ليكون حذرهم من معاملتهم أشد ما يمكن.
وله كلام جيد في تقدير المحذوف في لا إله إلا الله :
قال : قد أفادت جملة (لا إله إلا هو) التوحيد لأنها نفت حقيقة الألوهية عن غير الله تعالى. وخبر" لا" محذوف دل عليه ما في" لا "من معنى النفي لأن كل سامع يعلم أن المراد نفي هذه الحقيقة فالتقدير لا إله موجود إلا هو، وقد عرضت حيرة للنحاة في تقدير الخبر في هاته الكلمة …الخ ( )
كما تعرض للخلاف في مسمى الإيمان فأطال فيه إطالة خرجت عن حد التفسير( ) وتورط فيها ورطة كبيرة كما سيأتي في نهاية حديثنا عن هذا التفسير.
وله ردود ومناقشات مع الفرق ومن ذلك :
حملته في المقدمة الثالثة على تفسير الباطنية وقد عرج على التفسير الإشاري وخرجه تخريجًا يوحي بقبوله له وقال في بعض أنحائه : ورأيت الشيخ محيي الدين يسمي هذا النوع سماعًا ولقد أبدع. ( )
وقد تعرض للإباضية وقولهم في الإيمان ( )
كما تعرض لبعض الخلافات بين الأشاعرة والمعتزلة( )
وابن عاشور يؤخذ عليه أنه ينقل عن أناس معروفين بالزيغ في باب الاعتقاد فهو ينقل عن ابن سينا ( ) وأمثاله إذ يقول بعد ذكر كلام للرازي :