وأعد من أنواع إيجازه إيجاز الحذف مع عدم الالتباس، وكثر ذلك في حذف القول، ومن أبدع الحذف قوله تعالى )في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر( أي يتذاكرون شأن المجرمين فيقول من علموا شأنهم سألناهم هم فقلنا ما سلككم في سقر. قال في الكشاف قوله )ما سلككم في سقر( ليس ببيان للتساؤل عنهم وإنما هو حكاية قول المسؤولين، أي أن المسئولين يقولون للسائلين قلنا لهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين اه. ومنه حذف المضاف كثيرا كقوله تعالى )ولكن البر من آمن بالله(. وحذف الجمل التي يدل الكلام على تقديرها نحو قوله تعالى )وأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق( إذ التقدير: فضرب فانفلق. ومن ذلك الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره لتحصل فوائد: فائدة الحكم العام، وفائدة الحكم الخاص، وفائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.


الصفحة التالية
Icon