وأن بعض مسائل العلوم قد تكون أشد تعلقا بتفسير آي القرآن كما نفرض مسألة كلامية لتقرير دليل قرآني مثل برهان التمانع لتقرير معنى قوله تعالى )لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا(. وكتقرير مسألة المتشابه لتحقيق معنى نحو قوله تعالى )والسماء بنيناها بأيد( فهذا كونه من غايات التفسير واضح، وكذا قوله تعالى )أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج( فإن القصد منه الاعتبار بالحالة المشاهدة فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة وبين أسرارها وعللها بما هو مبين في علم الهيأة كان قد زاد المقصد خدمة. وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع. وإما على وجه الاسترواح من الآية كما يؤخذ من قوله تعالى )ويوم نسير الجبال( أن فناء العالم يكون بالزلازل ومن قوله )إذا الشمس كورت( الآية أن نظام الجاذبية يختل عند فناء العالم.