صفحة : ٢٦
والخامس قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى )ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون( فإذا ظن أحد أن )من( للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن )من( موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود قال لما نزل قوله تعالى )الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم( شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ظنوا أن الظلم هو المعصية. فقال رسول الله: إنه ليس بذلك؟ ألا تسمع لقول لقمان لابنه إن الشرك لظلم عظيم. ومن هذا القسم ما لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها ولكنه يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: )وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء( الآية، فقد تخفي الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.