ولكن الملاحظ - وبخاصة في عصرنا الحاضر - انصراف كثير من المسلمين عن تعليم القرآن وتعلمه، وإن أظهروا حبهم وتقديسهم له، إلا أن واقعهم المعيشي يغاير ذلك، ومن هنا يبدو الخلل واضحًا في حياة المسلمين أفراداً ومجتمعات، الأمر الذي جعلهم غثاءً كغثاء السيل، وجعل الأمم تتداعى عليهم، وجعل الوهن يتمكن من قلوبهم، ونزعت مهابتهم ـ بأمر الله ـ من قلوب عدوهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وما من شك في أن أولى آيات القرآن نزولاً كانت دعوة صريحة للقراءة والعلم والتعلم، وما يستتبع ذلك من تطبيق لما نتعلمه ونتوصل إليه، وآثار ذلك على الفرد والمجتمع.
ومن هنا كان الدافع للكتابة في هذا الموضوع الدعوي القرآني الهام، وكذا لعدم وجود مؤلف خاص في هذا الموضوع - على حد علمي - وإنما هنالك إشارات متناثرة في بطون الكتب والمؤلفات، فأحببت أن أجمع هذا المتناثر، وأبرز معالمه، وأوضح مقاصده عله يكون دعوة خيّرة لكل من يطلع عليه من المسلمين، وطريقًا أو بداية طريق للهدى.
كما أرجو من الله تعالى أن أوفق وأنا أقدم هذا البحث المتواضع للملتقى الثالث للجمعيات الخيرية
لتحفيظ القرآن الكريم والمجتمع بالرياض
ب - تساؤلات البحث :
يهدف البحث إلى الإجابة عن التساؤلات التالية :
أولاً: ما المقصود بالقرآن الكريم، وما معنى الآثار الإيمانية؟ وما مفهوم تعليم وتعلم القرآن؟
ثانياً: ما أهمية الدعوة والعودة إلى تعليم وتعلم القرآن الكريم، وما كيفية ذلك ؟
ثالثاً : ما الآثار الإيمانية التي تعود على الفرد المسلم والمجتمع المسلم من تعليم وتعلم القرآن الكريم؟
ج - منهج البحث والخطوات البحثية :
استخدم الباحث منهج البحث الوصفي، وكذا منهج البحث التحليلي التأملي، لمحاولة الخروج بفوائد علمية هامة دقيقة.
كما اتبع الباحث الخطوات البحثية المختصرة التالية :
١- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من المصحف الشريف.