قال تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [الشورى ٥٢]
قال الطبري: وكما كنا نوحي في سائر رسلنا، كذلك أوحينا إليك يا محمد هذا القرآن روحا من أمرنا يقول وحيا ورحمة من أمرنا، واختلف أهل التأويل في معنى الروح في هذا الموضع فقال بعضهم عنى به الرحمة... وقال آخرون معناه وحيا من أمرنا... وقوله ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان يقول جل ثناؤه لنبيه محمد ـ ﷺ ـ ماكنت تدري يا محمد أي شيء الكتاب ولا الإيمان اللذين أعطيناكهما ولكن جعلناه نورا يقول ولكن جعلنا هذا القرآن وهو الكتاب نورا يعني ضياء للناس يستضيئون بضوئه، وهو بيانه الذي بين فيه مما لهم فيه في العمل به الرشاد ومن النار النجاة نهدي به من نشاء من عبادنا يقول نهدي بهذا القرآن فالهاء في قوله به من ذكر الكتاب ويعني بقوله نهدي به من نشاء نسدد إلى سبيل الصواب وذلك الإيمان بالله من نشاء من عبادنا يقول نهدي به من نشاء هدايته إلى الطريق المستقيم من عبادنا.(١)١)
فكما أن الروح إذا دخلت الأبدان حركتها وأحيتها، كذلك القرآن إذا دخل القلوب فإنه يحييها ويحركها لخشية الله ومحبته، أما إذا خلت القلوب من القرآن فإنها تموت، كما أن الجسم إذا خلى من الروح فإنه يموت.(٢)٢)
(٢) بشراكم يا أهل القرآن. ص٥ (كتيب من إعداد القسم العلمي بدار الوطن بالرياض، السعودية، بدون طبعة)نقلاً عن: تدبر القرآن لفضيلة الشيخ صالح الفوزان.