قال البيضاوي: ولو أن أهل القرى يعني القرى المدلول عليها بقوله "وما أرسلنا في قرية من نبي"، وقيل مكة وما حولها "آمنوا واتقوا" مكان كفرهم وعصيانهم "لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" لوسعنا عليهم الخير ويسرناه لهم من كل جانب، وقيل المراد المطر والنبات.(١)١)
* القرآن فيه شرف الأمة، ولاشك في ذلك، ولا يتحقق ذلك إلا إذا آمنت به واشتغلت به، وانتفعت بما فيه، يقول الله تعالى: "لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"[الأنبياء١٠] قال الطبري: اختلف أهل التأويل في معنى ذلك فقال بعضهم معناه: فيه حديثكم... وقال آخرون: بل عني بالذكر في هذا الموضع الشرف، وقالوا: معنى الكلام لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه شرفكم،... ثم يقول: وذلك أنه شرف لمن اتبعه وعمل بما فيه (٢)٢)
وقال البغوي: لقد أنزلنا إليكم كتابا يا معشر قريش فيه ذكركم يعني شرفكم، كما قال وإنه لذكر لك ولقومك وهو شرف لمن آمن به.(٣)٣)
* والقرآن الكريم يؤثر في المجتمع المسلم فيجعل مساجده عامرة بالمصلين المخبتين إلى الله تعالى رب العالمين، وينبه أفراده في كل وقت وحين إلى المسارعة لأداء الفرائض والسنن على أكمل وجه وأتمه.
* والقرآن الكريم يحمل المجتمع المسلم على الحكم بما أنزل الله تعالى، فيحكم شريعة الله في طريقة أداء عباداته وفي معاملاته وأخلاقه وسلوكياته، وقضائه، ويحمله على الإخلاص وأداء العبادات بالطريقة الصحيحة لها، قال تعالى :" وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ " (البينة: ٥)
(٢) جامع البيان ١٧/٧، ٦
(٣) معالم التنزيل للبغوي٣/٢٣٩