ولننظر إلى الرعيل الأول لهذه الأمة، فقد كانوا أكثر الناس اشتغالاً بالقرآن الكريم وأعظمهم اتباعاً له، كيف فتح الله تعالى لهم البلاد طولها وعرضها، وجعلهم يتغلبون على الجبابرة من أهل الكفر والإلحاد، فأصبحوا بالقرآن الكريم سادة وقادة يدين لهم الكثيرون من أهل الأرض بالطاعة والولاء.
وصدق رسول الله ـ ﷺ ـ ( إن الله تعالى ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين)(١)١)
نظرة فيما هو مشاهد من أثر الاشتغال بالقرآن في حياة المسلمين اليوم
إذا كان الاشتغال بالقرآن الكريم قد ظهر أثره جليًا على الرعيل الأول لهذه الأمة في الفتح والتمكين وإقامة دولة عمها الخير والصلاح في الأرض، وكان هذا في وقت قصير جداً في أعمار الناس فضلاً عن أعمار الدول، فإذا كان الاشتغال بالقرآن الكريم تعليمًا وتعلمًا يترك أثره الحسن على حياة الفرد والمجتمع ويورث سعادة الدنيا والآخرة،
وقال تعالى :" وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (الحج من الآية: ٤٠-٤١).
إن كان الأمر كذلك، فإننا نلمس بحمد الله تعالى في هذه البلد - المملكة العربية السعودية ـ منذ أن سمعنا بها ونحن صغار قبل أن تطأ أقدامنا ترابها نلمس أنها دولة تتفيأ ظلال القرآن الكريم رغبة منها في أن تنعم بما وعد الله تعالى به المجتمع المشتغل بالقرآن الكريم، من سعادة في الدنيا والآخرة.

(١) سبق تخريج الحديث ص١٦ من هذا البحث.


الصفحة التالية
Icon