وأرجو أن يفي هذا بحاجة من يريد حفظ هذه المنظومة، مع مراجعة شروحها، وأصلها الذي هو كتاب (النُّقَاية) للسيوطي رحمه الله وكتاب التحبير والإتقان له أيضاً ففيهما بسط لمسائل هذه المنظومة. وهناك نظم آخر لِمَتْنِ النقاية لم أطلع عليه للشيخ محمود بن عبدالحق السنباطي الشافعي رحمه الله، سَمَّاه (روضة المفهوم في نظم نقاية العلوم) ولعله يتيسر الاطلاع عليها، وموازنتها بمنظومة الزمزمي رحمه الله.
وقد تحريت دقة الضبط في هذه المنظومة قدر الطاقة، وما أبرئ نفسي من الخطأ، فمن وجد شيئاً من ذلك فليصلح مشكوراً مأجوراً. وقد ظهر لي انكسار في وزن بعض أبياتها وهي :
١- أَوْ هِيَ بِالبَيْدَاءِ، ثُمَّ الفَتْحُ فيْ كُراعِ الغَمِيْمِ يا مَنْ يَقْتَفِيْ
ويستقيم الوزن لو قلت : كُرَيِّعِ الغَمِيمِ يا مَنْ يَقتفي بتصغير كراع.
٢- صَيْفِيَّةٌ كآَيِةِ الكَلالَةِ والشِّتَائِيْ كالعَشْرِ في عَائِشَةِ
ويستقيم الوزن بقول : والشَّتَئِيْ بدل الشتائي.
٣- حَمْزَةُ والكِسَائِيْ قَدْ أَمَالاَ مَا الياءُ أَصْلُهُ اسْمَاً أَو أَفْعالا
ويبدو لي أن في وزنه خللاً، وربما يصلح قول :
وحَمْزَةٌ أَمَالَ والكِسائِيْ اسْمَاً وفِعلاً أَصلُهُ بالياءِ
أو : اسْمَاً وفِعلاً مِنْ ذواتِ الياءِ
وهذا الذين صنعته استجابة لقول الناظم رحمه الله:
فَهاكَها مِنِّي لَدى قُصُورِيْ
إِلاَّ إِذا بِخَلَلٍ ظَفِرْتَا
ولا تَكُنْ بِحَاسِدٍ مَغْرُورِ
فَأَصْلِحِ الفَاسِدَ إِنْ قَدِرْتَا
ولم أثبت في النظم تغييراً، لأن الشروح كلها على عبارات الناظم، فلزم التقيد بها، ومن أراد الإصلاح فليكن في الشرح، أو الحاشية. والله الموفق للصواب، وأشكر أخي الكريم محمد بلقاسم البكري الذي تكرم بطباعة أصل هذه المنظومة وفقه الله.
عبدالرحمن بن معاضة الشهري
Am٣٣s@hotmail.com
في ٢٧/٣/١٤٢٦هـ
للشيخ الأديب المُفَسِّر
عبد العزيز الزِّمْزِميّ (ت٩٧٦هـ)